شمل سياحياً :  

 

تعتبر شمل من أهم المناطق السياحية ليس في إمارة رأس الخيمة فقط وإنما في الإمارات كافة حيث كان يقصدها المصطافون من سائر إمارات الدولة من دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين وأهالي رأس الخيمة أنفسهم وما تزال الشواهد على ذلك موجودة ويكون ذلك في فصل الصيف حيث يمتاز مناخ شمل بالنسيم العليل والظل الظليل وكما يقول الشاعر عبدالله بن أحمد لوتاه :-

بمدح (شمل) دار الشراغات                 فيها العنب والتين باغا والموز

في وسط المساييل                                       عربانها يمشون زفات

يا سعد من قيل وبات                           حد وطن وحد من حقيل

منيورها ينحى برنات                          قبل الفجر تسقي به لنخيل

 

فكانت شمل قديماً تجذب المصطافين بطبيعتها ونخيلها ومياهها العذبة . أما شمل اليوم ففيها ما يجعلها مزاراً للسائحين الباحثين عن الآثار والخضرة والهدوء والمتعة حيث تعتبر شمل كنزاً أثرياً كبيراً فهناك القلاع والبروج وهناك قصر الزباء فوق قمة الجبل وهناك المكتشفات الأثرية الكبيرة التي يزخر بها اليوم متحف رأس الخيمة وهناك محارق الخزف التي كان يصنع فيها الفخار كالمداخن والجراب والقدور قديماً وتوجد حوالي أربعين محرقة فوق جبال شمل وهناك منطقة الكوش التي اكتشف فيها أكبر تل أثري يرمز إلى ما قبل آلاف السنين .

وان وجوده يثبت ولا يدع مجالاً للشك أن منطقة شمل كانت مرتعاً لكثير من الحضارات القديمة ومنها الحضارات الإسلامية وهناك بعض مزارع النخيل ما زالت تحتفظ بطابعها القديم كالسقاية باليازرة رغم ظهور الآلات والمكائن الحديثة ، كل ذلك مع قليل من الاهتمام من شأنه أن يبرز منطقة شمل كرافد سياحي على مستوى الدولة وما تزال تحتفظ شمل بطابعها القديم وتعاون أهلها في السراء والضراء والتزاور والتشاور واللجوء إلى أمراء المنطقة في حالة حدوث تشابك أو تخاصم سرعان ما يزول بعد تدخل أولياء الأمر ولشمل بعض العادات التي تدل على كرمهم وحسن خلقهم ففي أيام الأعياد وبعد أن يؤدي الناس صلاة العيد يخرجون متصافحين يعرف بعضهم البعض ويتوجهون إلى أعيان المنطقة حيث يتم تحضير الولائم لهم وبعد تناول الولائم يعودون إلى بيوتهم فرحين مسرورين . وبيوت أهل شمل مفتوحة للقريب والبعيد يجد زائرها كل الترحاب والمودة

وعندما امتدت الأيدي لتصافح شمل مودعة ومكبرة فيها هذا العطاء سرعان ما تراجعت لأن الوطن لا يمكن توديعه .

شمل جارة الجبال الشامخة وسهل العطاء والخضرة صديقة البحر الزاخر بحكايات الماضي وحضارة اليوم موطن آثار الأجداد شمل لا نقول وداعاً .

بل إلى لقاء قريب أشد حرارة وأكثر صدقاً حتى نوفيك حقك في الدراسة والوصف